الوقت- في 21 فبراير عام 2015 أشار قائد الثورة الإسلامية إلى نقاط مهمة في رسالة وجهها إلى شباب أوروبا.
حيث شمل مضمون الرسالة تحذيرات حول مقاربات الغرب والولايات المتحدة وسلوكهما السياسي، إضافة إلى توعية الرأي العام الغربي بمسؤوليته عن معرفة الإسلام مباشرة.
والنقطة التي يمكن تسليط الضوء عليها في هذا المحتوى القيم لهذه الرسالة والتي يمكن حتى استخدامها كخارطة طريق ووثيقة تاريخية، هي أنه في ذلك العام تم التحذير بشأن التطورات والأحداث التي وقعت وشهدها العالم في الأيام الأخيرة.
حيث إن فترة ما بعد الانتخابات الامريكية هي فترة تم التحذير منها عدة مرات وبطرق مختلفة.
على الرغم من قبول غالبية الرأي العام تقريبا لهذه التحذيرات، حيث يمكنهم الفهم جيدا أن النسخة الغربية فاشلة وفاسدة للشعوب، إلا أن تطورات السنوات القليلة الماضية، وخاصة أزمة كورونا واضطراب الانتخابات الأمريكية، جاءت قبل الوقت الذي كان متوقعا حيث أظهرت الوجه المتعفن والحقيقي لهذه النسخة.
ويجب على مواطني أوروبا والغرب ألا يسمحوا بتقديم الإرهابيين المنظمين كممثلين للإسلام. ولا ينبغي السماح للشخصيات التشهيرية بخلق فجوة بين الرأي العام الأوروبي والواقع الرئيس للإسلام، وألا يسمحوا باقامة حاجز عاطفي وحسي بينهم وبين الاسلام وألا يسمحوا لهذه الشخصيات بسلبهم إمكانية الحكم المحايد.
يجب أن يتعرف الغرب على الإسلام الحقيقي دون تحيز ودون وسطاء، ومن ناحية أخرى يجب ألا يقتصر ذلك على حدود مصطنعة. حيث ان احتكار الإعلام الغربي هو أهم سبب لعدم معرفة الغرب ومواطنيه مباشرة بالإسلام.
إن الإجراءات التي يتم اتخاذها اليوم باسم الإسلام في العالم والمنطقة تهدف إلى تدمير صورة الإسلام، ومن ناحية أخرى توفير الأرضية لتقديم نموذج منحرف للإسلام الأمريكي واستبدال الإسلام الإنجليزي أو الأمريكي. كانت هذه مهمة داعش والجماعات الإرهابية.
ولهذا تم اجراء مقابلة مع "مارك غلين"، المحلل السياسي الأمريكي ومؤسس حركة تضامن الهلال الأحمر والصليب الأحمر.
لماذا اشتدت سياسة الإسلاموفوبيا والكراهية ضد المسلمين في الغرب في السنوات الأخيرة؟
غلين: لقد أدرك الكيان الإسرائيلي، بإيديولوجيته العنصرية والمتعالية الداعية إلى الغزو الكامل للشرق الأوسط من النيل إلى الفرات، أن السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف هو أن يفرض الغرب بتفوقه العسكري والاقتصادي مطالبه على أكثر من مليار مسلم يعيش في الشرق الأوسط، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي تصوير الإسلام على أنه عدو الغرب من خلال المافيا الإعلامية الرئيسية التي تخدم المصالح الصهيونية، وذلك بالخداع والتضليل.
هل للرأي العام في الغرب معرفة حقيقية بالإسلام ومن أي مصادر يحصلون على هذه المعرفة؟
غلين: لا يفهم أهل الغرب عن الإسلام إلا ما يرونه ويسمعونه في وسائل الإعلام التي يهيمن عليها الصهاينة، والتي تكذب عليهم باستمرار وتحاول إغراء الغربيين بقبول الحرب من أجل الصهيونية.
لماذا يقدم الغرب إرهابيين مثل داعش كممثل للعالم الإسلامي؟
غلين: كما ذكرنا سابقا، يهيمن ضعاف الأفق والنفوس على النظام السياسي الأوروبي والذين مثل الدمى يسعون جاهدين لتحقيق أهداف الكيان الصهيوني الذي مكّنهم من الوصول الى السلطة.
لذلك، فإن الدول الغربية تتخذ خطوات لصالح الصهاينة وتتصرف في القضايا التي تمليها عليهم الصهاينة. وبالنظر إلى حقيقة عدم قول الحقيقة عن الإسلام، وهو دين السلام والعدل والتعاطف الحقيقي لجميع الرجال والنساء، فإنهم يحصلون على انطباع من الإسلام أن الإسلام أيديولوجية خطيرة وعنيفة لا يمكن إلا أن تخلق الإرهاب والإرهابيين.
لماذا تميل بنية السلطة في عالم اليوم إلى تهميش الفكر الإسلامي؟
غلين: العالم الغربي اليوم يسيطر عليه النظام الرأسمالي "اليميني" للصهيونية و "يسار" الاشتراكية الصهيونية. حيث تعمل كلتا الأيديولوجيتين معا لتقليل قيمة الوجود البشري إلى ما يمكنه إنتاجه واستهلاكه، وفي نفس الوقت إزالة الصيغة الإلهية للسلوك البشري من المعادلة.
إن أيديولوجية الإسلام بعيدة كل البعد عما هو موجود في الغرب، أي فصل الدين عن السياسة، وتسعى إلى دمج تعاليم القرآن الكريم والنبي محمد في الحياة المدنية للدول حيث يشكل الإسلام، باعتباره الأيديولوجية المهيمنة تهديدًا للأنظمة الصهيونية السياسية والاقتصادية التي سيطر بها على الغرب على مدى قرون، حيث يتمتع الأغنياء بكل السلطة الاجتماعية والسياسية وأولئك الذين ليس لديهم مثل هذا المنصب سيهيمن عليهم الصهاينة.